الرواية الثانية للكاتبة منى سلامة
تدور أحداثها بين القاهرة والصعيد
عن الحب والفقد والموت والالتزام
قصص كثيرة وشخصيات متعددة
رواية "قطة فى عرين الأسد" للكاتبة "منى سلامة" رواية تجمع بين التشويق والإثارة والرومانسية والالتزام، تناقش فيها الكاتبة الكثير من المشاكل الحياتية، وتدور أحداثها بين القاهرة والصعيد.. تحكى فيها الكاتبة عن الحب ، والفقد، والموت، والالتزام..
تدور أحداثها بين القاهرة والصعيد
عن الحب والفقد والموت والالتزام
قصص كثيرة وشخصيات متعددة
رواية "قطة فى عرين الأسد" للكاتبة "منى سلامة" رواية تجمع بين التشويق والإثارة والرومانسية والالتزام، تناقش فيها الكاتبة الكثير من المشاكل الحياتية، وتدور أحداثها بين القاهرة والصعيد.. تحكى فيها الكاتبة عن الحب ، والفقد، والموت، والالتزام..
الخيانــة .. هذا الخنجر الغادر الذى يطعن الإنسان فى غفله منه .. لا يتطلب سوى لحظات حتى يتمكن نصل الخنجر من الانغماس داخل قلبك ويسيل الدم منه أنهاراً .. لكنك تحتاج الى سنوات وسنوات للشفاء .. أحيانا تُشفى وأحياناً لا .. تظل مرارته ملازمة لك طيلة عمرك .. وترى كل الألوان حولك وقد دُبغت بالسواد .. فتعتاد عيناك على الأسود ولا تستطيع رؤية غيره من الألوان حتى لو كانت واضحة جلية أمام عيناك .. الوفــاء عملة نادرة .. لكنها ليست منعدمة الوجود .. ابحث عن الوفاء فى زمن الخيانة .. وعن الصدق فى زمن الكذب .. وعن الحب فى زمن الماديات .. فلا يخلو زمان ولا مكان من اللون الأبيض مهما ندر وعز وجوده .. ولولا السواد ما استطعنا تمييز البياض والنقاء.
أشرقت شمس الصباح وأخذت آشعتها الذهبية تتسلل الى السماء على استحياء .. انه صباح يوم آخر .. يهرع فيه الناس الى أعمالهم و أشغالهم .. فترى زحمة السير فى الطرق وترى أطفالا يحملون حقائبهم ذاهبون الى مدارسهم صحبة وفرادى .. وترى المواصلات العامة وقد اكتظت براكبيها .. تتمعن فى تلك الوجوه .. فترى بعضها شارداً وبعضها مكتئباً وبعضها متأففاً وقليل منهم تحمل ملامحهم علامات الراحة والرضا .. ترى تلك السيدة الكبيرة التى صعدت الى الحافلة فيقوم هذا الشباب الشهم ويُجلسها مكانه اكراماً لسنها فينال دعوة طيبة .. وترى تلك الفتاة التى تسند رأسها على شباك الحافلة الزجاجى وتبدو مهمومة فتتمعن فيها محاولاً تخمين ما الذى يؤرق مضجع فتاة يافعة مثلها ...
وترى هذا الرجل الواقف فى وسط الحافلة لا يجد مكاناً للجلوس تتمعن فى وجهه فتراه منهمكاً فى التفكير وكأنه يحمل هموم الدنيا فوق أكتافه .. وترى ذلك الطفل الصغير الذى اندس بين الكبار يبحث عن مكان يتسع لقدماه الصغيرتان وجسده النحيل .. تلك هى الدنيا .. كالساقية تدور وتدور .. وكل منا يعرف دوره فى هذه الحياة .. دوره الذى اختاره الله عز وجل له .. فمنا من يبرع فيه .. وينال أجر الدنيا والآخرة .. ومنا من يتكاسل عنه .. فيخسر أجر الدنيا والآخرة .. وسط تلك الوجوه المصرية التى تتباين فى الشكل واللون والملامح .. ترى فتاة خمرية البشرة متوسطة الوزن والطول ليست بالجميلة باهرة الحسن وليست بالدميمة .. فتاة مصرية عادية كملايين الفتيات اللاتى ترتطم بها عيناك وأنت تسير فى شوارع القاهرة .. لا يميزها سوى حجاب تخفى به شعرها .. وملابس محتشمة تخفى تفاصيل جسدها الأنثوى .. تسير الفتاة الى المترو لتركب فى العربة المخصصة للسيدات .. تجلس على أحد المقاعد الشاغرة وتُخرج من حقيبتها مصحف صغير .. تقضى معه تلك الدقائق التى تفصلها عن مكان نزولها .. يتوقف المترو ويستعد الركاب للمغادرة .. تغادر "مريم" العربة وتتوجه الى تلك البناية التى تقع فى مواجهة المترو .. تدلف اليها ويلقى عليها حارس العمارة نظرة .. ثم يعود لمطالعة جريدته الصباحية .. تركب "مريم" المصعد وتضغط رقم 5 .. يتوقف المصعد فى الطابق الخامس .. تسير "مريم" عبر الردهة الطويلة التى اعتادت السير فيها يومياً حتى تصل الى باب مفتوح ومزين بلافته أنيقة كًتب عليها " شركة رؤية للدعاية والإعلان " ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق