تمثل هذه الرواية التي حازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1982 إحدى الشوامخ في الفن الروائي الغربي قديمه وحديثه وقد برز مؤلفها كواحد من أهم أعلام الأدب اللاتيني المعاصر. في هذه الرواية يمتد الزمان ليتقلص ضمن أوراقها وسطورها حيث يحكي غارسيا ماركيز حكاية لأسرة أوريليانو على مدار عشرة عقود من الزمان، ململماً هذا الزمان باقتدار وبراعة بالغين بما فيه من غرائب الأحداث وخوارق الوقائع ودخائل المشاعر ودقائق التحليلات وعظائم المفاجآت، أتى بها لتروي قصة هذه الأسرة التي كانت الغواية هي القاسم المشترك في حياتها ا نساءً ورجالاً حتى امتدت لعنتها إلى آخر سليل منهم.
مائة عام من العزلة رواية للكاتب غابرييل غارثيا ماركيث، نشرت عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة وقد كتبها ماركيث عام 1965 في المكسيك. بعد ذلك بسنتين نشرت سودا أمريكانا للنشر في الأرجنتين ثمانية ألف نسخة.
رواية رأت النور في عام 1967 وقلبت فن السرد رأساً على عقب، ومنحت مؤلفها جائزة نوبل للآداب، وترجمت إلى عشرات اللغات في العالم من بينها العربية، إنها «مائة عام من العزلة»، وتروي حكاية المنشأ والتطور والخراب الذي عاشته «ماكوندو»، تلك القرية المتخيلة التي ظهرت في الروايات الثلاث التي كان مؤلفها غابرييل غارسيا ماركيز (1927-2014)، قد نشرها سابقاً، ويقوم هيكلها السردي على عمود ملحمة أسرة، وتاريخ سلالة «بوينديا» الممتد على مدى مئة عام تعبرها ستة أجيال متعاقبة.
في «مائة عام من العزلة»، يبين غابرييل غارسيا ماركيز موقفه السياسي ورسالته من أجل السلام والعدالة، من خلال عمل أدبي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، مبيناً كيف وصلنا إلى مجموع المشاكل التي تعاني منها الإنسانية في يومنا هذا، حيث يعمد الكاتب إلى توظيف قضايا الواقع مضفياً عليها جوانب سحرية، زيادة في جرعة التأثير في قارئه.
حكاية بوينديا، التي تراكم كمية كبيرة من الفصول الرائعة والمضحكة والعنيفة في آن، وحكاية ماكوندو منذ تأسيسها حتى نهايتها، تمثلان دورة كاملة للثقافة والعالم، ذلك إلى جانب مناخ العنف الذي تتطور بين جنباته شخصياتهما هو ما يثير الشعور بالعزلة التي تميز تلك الشخصيات، تلك العزلة الناجمة عن ظروف الحياة أكثر من القلق الوجودي للفرد.
وعبر الواقعية السحرية تمكننا الرواية من رؤية موضوعية للحياة المادية، مجسدة بذاتية الخيال، فتظهر ملامح ما هو غير مألوف في حالات تماثل الحكايات الخرافية المفعمة بهواجس الحاضر، فاسحة في المكان لبيئة سحرية تخفف من البؤس الاجتماعي والإنساني، بطريقة يتطابق السحري فيها مع صلابة الواقع، والعنف الذي يهيمن على الحياة اليومية.
حبكة
عائلتان، عائلة بوينديا وعائلة آل إيغواران، ينتهي بهما المطاف بولادة طفل بذيل عيدشون (الإغوانا) تحت وقع قوة التزاوج الذاتي. أورسولا إيغواران، المتزوجة حديثاً بخوسيه أركاديو بوينديا، ترفض أن يستهلك الزواج خوفاً من أن يولد من جديد مولود بذيل، ما يدفع برودينشيو أغيلار إلى تعنيف خوسيه أركاديو والتقليل من شأنه، بينما ينتهي الأمر بالنسبة إلى خوسيه أركاديو إلى قتله بعد استفزازه، لكن القتيل يظهر باستمرار.
هارباً من شبح الميت، وأمام مجموعة الأقران، يصل خوسيه أركاديو إلى قرية بالكاد تحوي عشرين منزلاً بنيت من الطين والقصب على ضفة النهر، ويبقى هناك للعيش فيها. تلك القرية تدعى ماكوندو التي تشكل المسرح السحري لأحداث هذه الرواية وغيرها من أعمال المؤلف.
صلة الوصل الوحيدة التي تجمع سكان القرية بالخارج تشكلها زيارات منتظمة لمجموعة من الغجر بقيادة رجل يدعى «ميلكيادس»، إلى جانب معرفتها اللغة السنسكريتية، أدخلت إلى ماكوندو الثلج والمغناطيس.
فصيلة الإعدام
الكتاب يبدأ على وجه التحديد بعبارة: بعد سنوات عدة، وأمام فصيلة الإعدام رمياً بالرصاص، يتذكر العقيد أوريليانو بوينديا، ابن خوسيه أركاديو، بعد ظهر ذلك اليوم البعيد عندما اصطحبه والده لاكتشاف الثلج، بهذا الملمح من الواقعية السحرية تبدأ الحكاية، ولكن ليس القصة التي تغطيها، والتي تشمل، في الواقع، أحداث أربعة قرون من الزمن، وتخبرنا عن عدد لا يحصى من أسلاف خوسيه أركاديو وزوجته أورسولا.
أقدم حدث مذكور في العمل يعود إلى عام 1573، في أحد بيوت ريوهاتشا اعتداء فرانسيس دريك.
وبعد اعتداء الرجل الإنجليزي، تجتاح إحدى جدات أورسولا، المتزوجة برجل من أراغون مزروع في كولومبيا، موجة من الخوف لدرجة أنها تبدأ في المعاناة من كوابيس أبطالها قراصنة راحوا يدخلون مع كلابهم من نوافذ غرفة النوم. ولإبعاد الكوابيس، انتقل الزوجان إلى قرية زراعية في الداخل، حيث يتعرفان على آل بوينديا، وهم مزارعون من أبناء الأوروبيين في أميركا اللاتينية يمتهنون زراعة التبغ.
حفيد سليل الأوروبيين يتزوج يحفيدة الأراغوني، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الأسر عن خلط الدم على مدى القرون الثلاثة التالية وصولاً إلى من سبق ذكرهما: خوسيه أركاديو وأورسولا، اللذين يرزقان ثلاثة أطفال:
خوسيه أركاديو وأوريليانو وأمارانتا. خوسيه أركاديو العجوز، مجنون بالدراسة يموت مربوطاً إلى شجرة في الفناء، وإثر وفاته يسقط مطر من الزهور، لكن هذه ليست اللحظة السحرية الوحيدة في الرواية.
خوسيه أركاديو الابن يتزوج ريبيكا، وهي ابنة عم بعيدة، ولخشية أمه من إنجاب أطفال بذيول الإغوانا، يطردها من المنزل. وعندما يظهر خوسيه أركاديو قتيلاً، تحبس ريبيكا أنفاسها في المنزل الذي ستعيش فيه مع أركاديو، وهو ابن لقيط كان خوسيه أركاديو قد أنجبه من بيلار تيرنيرا، وهي امرأة من القرية أنجبت لشقيقه أورليانو ابناً يدعى خوسيه أورليانو.
قبل الإعدام رمياً بالرصاص على يد ليبرالي، كان أركاديو قد أنجب ثلاثة أطفال من سانتا صوفيا دي لا بيداد: ريميديوس،
عائلتان، عائلة بوينديا وعائلة آل إيغواران، ينتهي بهما المطاف بولادة طفل بذيل عيدشون (الإغوانا) تحت وقع قوة التزاوج الذاتي. أورسولا إيغواران، المتزوجة حديثاً بخوسيه أركاديو بوينديا، ترفض أن يستهلك الزواج خوفاً من أن يولد من جديد مولود بذيل، ما يدفع برودينشيو أغيلار إلى تعنيف خوسيه أركاديو والتقليل من شأنه، بينما ينتهي الأمر بالنسبة إلى خوسيه أركاديو إلى قتله بعد استفزازه، لكن القتيل يظهر باستمرار.
هارباً من شبح الميت، وأمام مجموعة الأقران، يصل خوسيه أركاديو إلى قرية بالكاد تحوي عشرين منزلاً بنيت من الطين والقصب على ضفة النهر، ويبقى هناك للعيش فيها. تلك القرية تدعى ماكوندو التي تشكل المسرح السحري لأحداث هذه الرواية وغيرها من أعمال المؤلف.
صلة الوصل الوحيدة التي تجمع سكان القرية بالخارج تشكلها زيارات منتظمة لمجموعة من الغجر بقيادة رجل يدعى «ميلكيادس»، إلى جانب معرفتها اللغة السنسكريتية، أدخلت إلى ماكوندو الثلج والمغناطيس.
فصيلة الإعدام
الكتاب يبدأ على وجه التحديد بعبارة: بعد سنوات عدة، وأمام فصيلة الإعدام رمياً بالرصاص، يتذكر العقيد أوريليانو بوينديا، ابن خوسيه أركاديو، بعد ظهر ذلك اليوم البعيد عندما اصطحبه والده لاكتشاف الثلج، بهذا الملمح من الواقعية السحرية تبدأ الحكاية، ولكن ليس القصة التي تغطيها، والتي تشمل، في الواقع، أحداث أربعة قرون من الزمن، وتخبرنا عن عدد لا يحصى من أسلاف خوسيه أركاديو وزوجته أورسولا.
أقدم حدث مذكور في العمل يعود إلى عام 1573، في أحد بيوت ريوهاتشا اعتداء فرانسيس دريك.
وبعد اعتداء الرجل الإنجليزي، تجتاح إحدى جدات أورسولا، المتزوجة برجل من أراغون مزروع في كولومبيا، موجة من الخوف لدرجة أنها تبدأ في المعاناة من كوابيس أبطالها قراصنة راحوا يدخلون مع كلابهم من نوافذ غرفة النوم. ولإبعاد الكوابيس، انتقل الزوجان إلى قرية زراعية في الداخل، حيث يتعرفان على آل بوينديا، وهم مزارعون من أبناء الأوروبيين في أميركا اللاتينية يمتهنون زراعة التبغ.
حفيد سليل الأوروبيين يتزوج يحفيدة الأراغوني، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الأسر عن خلط الدم على مدى القرون الثلاثة التالية وصولاً إلى من سبق ذكرهما: خوسيه أركاديو وأورسولا، اللذين يرزقان ثلاثة أطفال:
خوسيه أركاديو وأوريليانو وأمارانتا. خوسيه أركاديو العجوز، مجنون بالدراسة يموت مربوطاً إلى شجرة في الفناء، وإثر وفاته يسقط مطر من الزهور، لكن هذه ليست اللحظة السحرية الوحيدة في الرواية.
خوسيه أركاديو الابن يتزوج ريبيكا، وهي ابنة عم بعيدة، ولخشية أمه من إنجاب أطفال بذيول الإغوانا، يطردها من المنزل. وعندما يظهر خوسيه أركاديو قتيلاً، تحبس ريبيكا أنفاسها في المنزل الذي ستعيش فيه مع أركاديو، وهو ابن لقيط كان خوسيه أركاديو قد أنجبه من بيلار تيرنيرا، وهي امرأة من القرية أنجبت لشقيقه أورليانو ابناً يدعى خوسيه أورليانو.
قبل الإعدام رمياً بالرصاص على يد ليبرالي، كان أركاديو قد أنجب ثلاثة أطفال من سانتا صوفيا دي لا بيداد: ريميديوس،
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق