تبدأ رواية "صمت القبر" بمشهد الطفلة التي بدأت تمص عظمة وسط حفل عيد ميلاد وكانت الضوضاء تصم الآذان. فبينما كان طالب شاب في كلية الطب ينتظر إحضار شقيقه من حفلة، إذ به يرى طفلة صغيرة تمسك دمية من نوع ما، وتعضّها فيما هي جالسة على الأرض، ولعابها يسيل غزيراً. بدا أن لثّتها تزعجها، ففكر أن أسنانها تنبت على الأرجح. ولكن الأمر لم يكن كذلك. وبعد تقصٍّ عن مصدر العظمة، تبين أنها تعود لهيكل عظمي يبدو أن صاحبه قد دفن منذ زمن. في هذه القصة المشوقة يقودنا إرنالدور أندريداسون في رحلة التقصي عن الفاعل متنقلاً بين حاضر حياته وماضٍ إجرامي يحاول سبر أغواره. فهل سيكون الحظ حليفه في مهمته هذه أم أن صمت القبر سيكون هو الأقوى؟ قالوا عن الرواية: "إحدى أروع الروايات في تشويقها إلى درجة أنك ترغب في إنهائها في جلسة واحدة
تدور أحدات الرواية في ريكيافيك، أين يتم إيجاد عظام بشرية بالصدفة في أحد مواقع البناء. تبدأ عملية التحقيق التي يقودها كل من الشرطي إرلندور وزميليه إيلنبورغ وسيغوردور أولي، ويبدو من الصعب التحقق من هوية الشخص الذي يعود إليه الهيكل العظمي، فهو موجود هناك منذ أكثر من سبعين سنة. تعود الرواية لتعرض أحداث قبيل الحرب العالمية الثانية، أين تتعرف الشابة مارغريت على رجل يدعى غريمور، وسرعان ما تتطور العلاقة بينهما وتقرر الزواج منه، لكنه يحول حياتها إلى جحيم، فهو رجل سادي يستمتع بتعذيبها وضربها باستمرار، والإساءة إلى ابنتها المعاقة ميكلينا التي أنجبتها من عشيقها السابق، لكنه اختفى في رحلة صيد بحرية ولم يعد. رغم أن الزوجين ينجبان طفلين، سيمون وتوماس، لكن معاملة غريمور لأسرته لا تتحسن. تعرض الرواية جانبا من حياة رجل يدعى بنيامين، كان يملك منزلا بالقرب من الموقع الذي وجد به الهيكل العظمي. بنيامين كان بصدد الزواج من خطيبته، إلا أن هذه الأخيرة تفسخ الخطوبة بشكل مفاجئ، وتختفي بعدها ليشاع أنها رمت بنفسها في البحر. كما تصور الرواية جزءا من حياة إرلندور ومعاناته مع طليقته وابنته المدمنة على المخدرات. كل هذه الجوانب من حياة أشخاص مختلفين يبدو أنها مرتبطة في النهاية، ليصل المحقق إلى حل لغز الهيكل العظمي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق