عزيزى القارئ..
هناك جثة خامسة , وهناك جثث أخرى غيرها تنتظر دورها فى الرواية , وهناك عمال المشرحة المذعورين ..
هناك لعنة غامضة تمرح خفية بين الجميع وهناك شر محدق, وكارثة أخشاها بشدة تنتظر أن تتحقق..
هناك طبيب نفسي عجوز يعرف الكثير جدا, وما يعرفه يثير الهلع في النفوس ,فهل يحتفظ به لنفسه, أم يخبرهم ليبصيبهم بالجنون؟!..وهناك كتاب اللعنات, وهو لمن لا يعرفه كارثة حقيقية بين دفتي كتاب.. وهناك راهب روماني عرف أكثر مما ينبغي’ فنال عقابه ..وفى النهاية هناك قارئ شرس ينتظر من هذه الرواية الكثير , وهناك الكاتب الذى وعد بالكثير في هذه الرواية, ويرجو أن ينجو برقبته من غضب القارئ..
إنها رحلة مختلفة .. فهل أنت مستعد لها ؟..
لو شئت أن تفعل فأنا في انتظارك ..
وهيا بنا ..
رواية ممتعة، بأسلوب سرديٍّ متميِّز، ما أضاف اللهفة فيها مساسها بعوالم ما وراء الطبيعة، الكائنات القدماء! عبارة بحَدِّها تثير الفضول، وتدفع للتطلع، أحسن الكاتب حَبْكَ خيالها، ووُفِّق في نسج فصول أحداثها
تلك الرواية مليئة بالتشويق والإثارة، رواية ستقرع الطبول فى قلبك.. رواية هى من من أفضل روايات الرعب التى من الممكن أن تقرأها فى حياتى - بل أنا مُتأكد إنها ستكون أفضلهم -، ستشعر بأنك تموت من أجل فرط الرعب، تقول أن لا يوجد روايات تُرعبنى.. بل أكاد أُجزم لك أن تلك الرواية سترعبك وستجعلك تنام والأضواء مُضاءة - كما فعلت معى -،
لكُل مخلوق طريقة، طريقة واحدة للتغلب عليه، لن ينتظرك الجان ومعه الزومبى وآكل لحوم البشر.. ولن يآتيك مصاص الدماء أو غيره..
بل ما ينتظرك فى تلك الرواية، هو ألعن من كُل الأساطير التى قرأتها.. وستقرأها..
أول رواية أقرأها للدكتور حسين السيد .. وتصادف إنها أول رواية له في عالم الكتابة بل ما ظهرت عليه عكس ذلك تماماً .. فمن كتب هذه الرواية بالسلاسة والبساطة والرزانة والترتيب هذا لا يمكن ان تكون اول رواية له !!
فكرة جديدة تماماً على مسامعي ولأول مرة اعلم بها .. دوما نسمع فقط على لعنات الفراعنة والقدماء وما شابه .. لكن لأول مرة اسمع عن كم العلماء الذين عملوا في المجال وأسماء الكتب المختلفة التي ناقشت هذه الأفكار .. ولأول مرة اسمع عن بعض التفاصيل في مشرحة وما يتم على الجثث كل عام في الاختيار والحفظ والتحضير وما شابه.الجثة الخامسة, لا تفكر فيها, لا تتمني رؤيتها يوما, فالهلاك يتشبث فى قسمات وجهها الرقراقة كصفحة ماء رائق تري فيه إنعكاس أشد مخاوفك تحفيزا لثمانتك فى الحال!يمسك حسين السيد يدك بقوة مخطيا أياك بوابة كلية الطب, حيث الطلبة الملتقون للعلم بشتي الطرق يغثها و سمينها, و الأساتذة ذوي العقول الفذة, المادية التفسيرات فقط, و عمال المشرحة الذين يُسحلون فى أحداث شائكة لم يتوقعونها يوما عندما أنضموا لروائح الجحيم التي تنبعث من جنبات و مسام الجثث المعبقة بالفورمالين فى هذا المكان المشئوم, فهل تصدق أن فى سبيل العلم تقع الكوارث؟, ستقول لي إنفجار القنابل و قيام الحروب و سفك الدماء, عبر جنون عالم أطلق لشروره العنان, لكن هناك طريقة أخري لجلب الدمار فى سبيل العلم غير ذلك, إقلاق من أودعت فيه أسرار البداية من الممكن أن يكون سببا, رجل شبق للمال و جثة قُدر لها أن تبعث من مرقدها علي يده او بصحيح العبارة من جسده و أجساد كل من يعترض طريقها مانعا أياها من تأدية واجبها السرمدي, بث الذعر و خلق الموت من الحياة و الحيوية, كانت محور أحداثنا...كانت رحلة اليوم مليئة بالتفاصيل التي تحتاج للكثير من العمل و إظهار مواطن الضعف و القوة فى الشخصيات أكثر من ذلك, فكرة الأرواح و الكيانات و خلافه مادة خصبة لكل عقل مبدع قادر علي خلق عالمه الخاص بقوانينه المعقدة, المتشابكة الحبكة, لقد أستمعت بها لكن فى كل سطر يمر أعتقد أن هناك شيئا ما يختبئ بين طيات الحروف, شيئ من المفترض أن يكون موجودا, مع كل سطر أشعر بأني أضيف أحداثا جديدة, مُبدلا عبارات بأخري, كلمات ضعيفة لغويا بأخري ذات وقع و مردود مدوي علي نفس القارئ, و فى النهاية بُتر الباطل و أصبحت شكوكي جلية, النهاية سريعة الوتيرة, قصيرة, كان من الممكن أن تكون أكثر حدة و رهبة, مجملا بُذل فى تلك الرواية مجهود مضني من الكاتب و كان هذا واضحا من خلال التراكيب التي حاول جعلها متناسقة, جاعلا من ذلك القالب أسلوبا أدبيا خاصا به وحده و أحييه علي ذلك, و كعمل أول للكاتب فكان موفقا و عندي أستعداد لقراءة ما يستجد له من أعمال و أمل فى عرض أقوي و حبكة متماسكة الأركان, متراصة قواعدها فى رصانة من يُحكم رِباط كلماته فى ثقة الفارس يتولد عندي...
حسين السيد, أحسنت...
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق