انتخريستوس

رواية أثارت مؤخرًا ضجة بين الكتَّاب ومحبي الكتب، بل حتى من لا يحب المطالعة قد أثارت اهتمامه.. كنت كلما دخلت مجموعة من المجموعات الفيسبوكية المهتمة بالقراءة والكتب، وجدت نقاشات حولها، لم أعر للأمر اهتمامًا كبيرًا في بادئ الأمر فخلتها رواية رعب من خلال الغلاف وصورة رجل أعور غريب الشكل أكثر منه مخيفا، والذي يبدو كمن يحدجك بعين واحدة.

لكنني بدأت أهتم لأمر هذه الرواية الذي تحمل ذاك العنوان الغريب لما زادت شعبيتها بين الصفحات والمجموعات، خصوصا بعد تطلعي على كمية كبيرة من التعليقات الإيجابية وفئة قليلة من التعليقات السلبية التي بدورها زادتني حماسًا لقراءتها.. مما دفعني لوضع "أنتيخريستوس" على رأس القائمة الشهرية للكتب.

كل ما يمكن لقارئة مثلي أن تقول.. قارئة لا يجذبها الصنف العادي من الروايات ولا تغريها الطرق التقليدية المملة في الحكي والسرد.. قارئة يجذبها كل ما هو مختلف، متميز، خارق للقانون الكلاسيكي لكتابة رواية إن صح القول.. كل ما اختلف حوله القراء والنقاد بشدة.. كل ما لفت حوله الرأي العام وأثار ضجة.. قارئة لا تغريها أغلفة الكتب الملونة ولا عناوينها المختارة بعناية.. ببساطة يمكن لهذه القارئة أن تقر وتعترف بدون إفراط أو تفريط بالتالي:

"أنتيخريستوس" من أفضل الكتب التي قرأت على الإطلاق شخصيًّا أجد أنه من المؤسف أن يهتم الروائي بالشكل أكثر مما يهتم بالمضمون أو يهتم بالمضمون أكثر من الشكل.. فنادرًا ما أتشرف برواية تجمع كلاهما كما الحال مع رواية الكاتب الشاب د.أحمد خالد مصطفى "أنتيخريستوس".

فبالنسبة للشكل جعل الكاتب من الرواية محط تشويق وإثارة.. مستخدمًا أسلوب معالجة من أحسن الأساليب التي قرأتها مؤخرا بل أفضلها.. ذاك الأسلوب الذي يجعل من القارئ مخاطبًا فيحس أنه المقصود حين يكلمه الكاتب بصيغة غير مباشرة أو مباشرة أحيانًا.. بل يجعل شخصيات الرواية بإنسها وجنها وشياطينها هي من تخاطب القارئ بطريقة مستفزة في معظم الأحيان. أبدع بتجميع وحبكة متفننا في سحبِ القارئ وأسره بين قضبان الروايةِ.. أبدع كذلك في ربط الأحداث بطريقة سلسة تجعلك تحس أنك تبحر بين الأجزاء لترسي أخيرا على نهاية الضفة متحمسًا للإبحار ثانية في جزء آخر.

أما مضمونًا فسأسمح لنفسي أن أقدم -ولأول مرة- خلاصة تختزل المضمون طبعا دون الخوض في التفاصيل.. فأنا لا أجيد ثقافة حرق الأحداث للآخرين..


                             نبذة عن الكتاب        لتحميل الكتاب       لتحميل النسخة المسموعة


في البداية سيكون عليك حزم حقيبتك.. ليسافر بك الكاتب إلى الماضي.. الماضي البعيد.. 2000 سنة قبل الميلاد بمدينة بابل وبداية السحر على وجه الأرض.. من هناك ينطلق بك ليكشف لك عن قصص وأحداث شخصياتها حقيقية -كما يشير التنويه في أول الرواية- من خلال لعبة ورق مشوقة تلف بك حول نفسها بغموض أحيانا وبوضوح أحيانا أخرى لتزودك بقدر هائل من المعلومات والأسرار حقيقية بنسبة كبيرة.. هكذا يكون قد لقنك التاريخ المعلوم منه واللامعلوم.. المعروف منه والمجهول.

جعل الكاتب بطل الرواية "بوبي فرانك" يجول بك في ذاك الزمن القديم يصف لك ملحمة تاريخية تحكي قصة النمرود وزوجته سميراميس محبوبة الحمائم ويجعل من قرأ أمهات كتب التاريخ يستنتج أن النمرود هو نفسه الملك الضحاك الذي عاش في زمن النبي إبراهيم عليه السلام.. ثم ينتقل بك لقصة الملكين هاروت وماروت وقصة إنانا.. عاهرة الملوك.. فما تلبث أن تستوعب كنه تلك الأسرار حتى يأخذك في رحلة أخرى لمملكة سليمان عليه السلام لتكشف كيف قتل كل السحرة وتدري بعدها حقيقة تنظيم الفرسان.. "فرسان الهيكل".. ثم يكشف لك عن سبب تغيير اسمهم إلى "البنائين الأحرار" freemasons بعد فرارهم الى سكتلندا فيجعلك الكاتب تحضر محافل ماسونية وتكتشف أسرارًا لم ولن تجدها في أمهات كتب التاريخ..

2captcha

هناك تعليق واحد :