لطالما انتظر اللحظه التى ستقبض فيها روحى
لذلك اهدى تلك الروايه الى الموكل بقبض روحى
الى ملك الموت
لذلك اهدى تلك الروايه الى الموكل بقبض روحى
الى ملك الموت
“لماذا لا أرى إنعكاسى فى المرآة ؟؟؟؟ توقفت لدقيقة أنظر للمرآة بنوع من التركيز محاولا تأمل السطح المصقول وهل به مشاكل فى التنظيف !! لا جدوى من ذلك فإنعكاس باب الحمام يظهر بالمرآة ولكن انعكاسى هو الذى يظهر”
رواية "نصف ميت دفن حيا" ستجدها مختلفه من البداية كما ان النهاية غير متوقعة ويصعب التكهّن بما تحمله .. أعتقد ان الكاتب لم يرد أن يستنتج القارئ النهاية حتى لو على سبيل المزاح .. أخفى النهاية عن القارئ بإحكام حتى جاءت تعلن عن الصدمة.
شهق شهقة كبيرة وهو يحاول أن يحرك يده من على الجثة التي وضع يده عليها يتحسسها، إذن هو داخل قبر، ياللهول ياللهول، هل مات وينتظر الحساب أم أن.. أم أن ماذا؟ ابعد يده عن الجثة وأوصاله ترتجف مما فهم.. حاول …
حسن الجندي يمتلك خيالاً خصباً يؤهله ليكون كاتب رعب ممتاز ، يعجبني للغاية أن رواياته تأتي مزيجاً من الثقافة و الخيال ، فمثلاً من خلال هذه الرواية تعرفت لأول مرة إلى مرض الجثة المتحركة أو متلازمة كوتارد ، في رأيي أن قلمه جريء للغاية و يتطرق لمواضيع لم يسبق لأحد أن ذكرها (على الأقل في الروايات العربية) مثل مواضيع بيع الجثث و اغتصاب الأموات و ما شابه ذلك ..
تتناول الرواية العديد من الموضوعات والقضايا التي تحدث في المجتمع المصري (ولطالما كنت أقول بأن المجتمع المصري يعكس صورة المجتمعات العربية جميعها) كقضايا الفساد وحوادث الطرقات التي يروح ضحيتها العديد من الأشخاص ولا تذكر الجهات المختصة كم عددهم الحقيقي! وقضية بيع الجثث وبيع الأعضاء البشرية، وبيع الضمير والأخلاق للقيام بأفعال تنافي الفطرة الإنسانية السليمة كانتهاك أجساد الموتى وعدم احترام حرمة الموت والدفن، وعقاب الدنيا والأمراض النفسية الغريبة.. وتشابكت أحداث الرواية بطريقة غريبة في البداية ككرة صوف كبيرة، فيصعب على القارئ ربطها بطريقة منطقية أو كشف العلاقة بين الأحداث، فيظن القارئ بأنها قصص منفصلة، ولا يلبث مع استمرار الأحداث بأن يكتشف بأنها جميعاً تؤدي إلى خيط واحد يُشكّل هذه الكرة.. واعترف بأن الرواية مُرعبة بحق فلم أستطع قراءتها ليلاً نهائياً، وهذا يدل على براعة الكاتب.
على الرغم من التهويل الذي حصل في العديد من أحداث الرواية، لكن لا يوجد منطق يحكم حكايات الرعب، فكل شيء فيها مقبول. وقد ذكرتني القدرة التي تمتلكها إحدى شخصيات الرواية على زرع الأفكار بعقول الأشخاص الآخرين، ذكرتني بفيلم inception، لكن في الرواية "أفورها" الكاتب زيادة.
كان أسلوب السرد فيها متماسكاً بالرغم من تداخل العديد من القصص في السياق الواحد، وجاءت القصة أيضاً قوية جذّابة مشوّقة وغريبة حتى النهاية. كان واضحاً أيضاً وجود ضعف في صياغة بعض الجمل وتكرراها وفقر الحس الأدبي إجمالاً، مع وجود أخطاء نحوية ومطبعية، لكن كل ذلك لم يؤثر على انجذابي لها وتأثيرها فيّ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق