الفلاسفة و الحب

"يقولون: إنه ما من تآلف بين الفلاسفة والحب!" أيعنى ذلك أن الكثيرة من الفلاسفة لم يختبروا الحب؟ كلا فيما يبدو، وهذه هى قضية هذا الكتاب.. 
هذا الكتاب ما هو إلا محاولة للنظر فى قضية "الفلاسفة والحب" بطريقة الفلاسفة المرتبكة، أو المختالة، واللاذعة فى معظم الأحيان؛ بل والعدائية الشرسة التى انتهجها بعضهم، والحديث عن كل ذلك بلهجة حاسمة، فجميعهم فى الحقيقة لديهم ما يقولونه لنا عن الحب، وعما يصاحبه من وهم بالخلود، وما يولده من معاناة، وعن الطريقة التى نطمح بها لترويضه. 
"هل يعد أفلاطون وكانط والباقون مرشدون عاطفيون؟ إنه الرهان الرابح لهذا الكتاب، والمكرس لكبار المفكرين ولعلاقتهم بصاعقة الحب، والرغبة والانفصال".  



الحب، ذلك الشعور المبهج بين كافة المشاعر الأخرى، يبدو صامداً في مواجهة الأفكارالتي عبرت القرن الماضي، والتي حصرت الحب في الجنس: حبٌّ لطيفٌ ومرِحٌ ولا يتضمن أيّتحديات حقيقية.

" يقولون إنه ما من تآلف بين الفلاسفةوالحب!" أيعني ذلك أن الكثير من الفلاسفة لم يختبروا الحب؟ كلا فيما يبدو، وهذه هيقضية هذا الكتاب. وهي محاولة متواضعة للنظر في هذه النقطة بعدالة على طريقتهمالمرتبكة، أو المختالة، واللاذعة في معظم الأحيان، بل والعدائية الشرسة التيانتهجها بعضهم، والحديث عن كل ذلك بلهجة حاسمة. فجميعهم في الحقيقة لديهم مايقولونه لنا عن الحب، وعما يصاحبه من وَهْمٍ بالخلود، وما يولّده من معاناة، وعن الطريقة التي نطمح بها لترويضه.

إن دونجوانية سارتر الوسواسيّة، أو الغياب الاسطوري للرغبة عند كانط، أو الفشل الذريع المتكرر لنيتشة مع الفتيات الشابات، تعَدّجميعها حلقات صادمة أو غريبة يستطيع كل منّا استخلاص دروس منها وتطبيقها على حياتهالخاصة.

الفلاسفة محيرين في آراءهم عن المرأة والحب
بعضهم عاش الحب فعلا وآخرين نظروا للمرأة والحب كمجرد مادة للتأمل والتحليل
المفروض ان الحب شعور جميل وعفوي بعيد عن سلطة العقل ولو إلى حين
فهل حالة النشاط العقلي والتفكير الغالب عند الفلاسفة سواء رجال أو نساء تمنعهم أو تقف عائق أمام مشاعر الحب

الكتاب اشترك فيه كاتبتين من فرنسا درسوا الفلسفة وبيعملوا في مجلة نوفيل أوبسرفاتور في مجال النقد والتحليل الأدبي والفلسفي
عن الجانب العاطفي في حياة كثير من الفلاسفة, وعرض لأفكارهم وحياتهم وأعمالهم

لوكريس الشاعر الروماني الذي يُدين الحب ويرى أن تجنُب الوقوع في الحب أهون من التخلص منه
آرثر شوبنهاور الكاره للحياة الذي يُعبر عن عداؤه الصريح للمرأة لأنها من أسباب بقاء الجنس البشري
نيتشه وحبه للو سالومي, وبرغم رفضه للارتباط الزوجي وكرهه للعادات والقواعد, لكنه طلب الزواج منها, وحتى بعد رفضها له كان يعتبر لقاؤه بها الأكثر قيمة في حياته
العلاقة الغريبة بين سيمون دي بوفوار وسارتر, أظن لم تكن علاقة حب ممكن تكون ارتباط بين عقلين وحالة من تبادل الأفكار
أما سورين كيركجارد الفيلسوف الدنماركي فيقرر بإرادته قطع علاقته بخطيبته ريجينا التي أحبها حتى وفاته, لأن عالم الأفكار والفلسفة لا يتوافق مع عالم الحياة الواقعية! الكثير من كتاباته في اليوميات كان موجه لها "أفهم أنكِ عانيت بطريقة لا توصف, ولكنني عانيت أكثر كما أعتقد وكما أعرف, ومع ذلك فأنا أطلب منكِ العفو". وفي رسالة بعد موته أهدى إليها كل نشاطه الفكري وكل ما يملك.

الكتاب ممتع برغم الآراء السخيفة عن المرأة لبعض الفلاسفة في العصور القديمة,وغني بالمراجع والدراسات
في الإجمال الكتابة حيادية مع الإشارة لبعض التناقضات وتأثير ظروف الحياة وتجارب الفلاسفة على آراءهم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق