الحب في المنفى

كم هو بديع و ساحر بهاء طاهر عندما يحول الأمة و الفرد إلى جسد واحد. عندما ينقل القارىء بكل خفة من أوجاع و هزائم الأمة إلى أوجاع و هزائم الروح. من هزيمة عبدالناصر في السياسة إلى هزيمة بطل الرواية في الحب . من لحظات الفرح و النشوة في ملحمة بورسعيد و البطل في عز شبابه إلى لحظة فرح و نشوة أخرى عندما تقع المرشدة السياحية الأجنبية في حب البطل بعد ان غدا كهلا شارفت شمسه على المغيب



تدور أحداث الحب في المنفى في بداية الثمانينيات، قبل وبعد الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، تحكي بلسان صحفي مصري ناصري في الخمسين من عمره، صدم في ما آلت إليه بلاده بعد رحيل عبد الناصر نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد. مر بعدة اضطرابات في حياته الزوجية انتهت إلى الطلاق من زوجته منار، سافر بعدها إلى سويسرا حيث عمل مراسلا لصحيفة لم تعد تنشر له أي شيء، لأنه لا يزال مواليا لعبد الناصر!

تستمر أحداث الرواية فيتعرف إلى المرشدة السياحية النمساوية بريجيت ويحبها. ثم يظهر في حياته أمير خليجي ثري يحاول إقناعه بتحرير جريدة ينوي إنشائها، إلا أنه السارد يكتشف أن هناك نوايا مشبوهة فيبتعد.

يعيب البعض على الرواية رتابة الأحداث وبطئها، [غير محايد]إلا أنني لم أجدها سيئة إلى هذا الحد لأن الرواية معتمدة على السرد مما يفتح الباب للبوح سواء بين السارد ونفسه أو بينه وبين الشخصيات الأخرى، وهذه الجزئية تحديدا قد تكون ميزة في أعين بعض القراء، وعيبا لدي البعض الآخر - لا قاعدة هنا حيث التفضيل الشخصي.
الإنسان لا يقرر أن يحب . الإنسان يحب . هذا هو الأمر
لا أعرف الكثير عن الأسر السعيده,هل تتشابه في أفراحها أم لا ...لكني أعرف ان الشقاء ندبة في الروح إن بدأت في الطفولة فإنها تستمر العمر كله ..أفهم أنه لاتوجد ندبة تشبه أخرى
إننا نجونا بالحب...فلا تدع العالم يهزمنا لنضيع من جديد
“أعرف أنك منذ مدة كففت عن أن تقرأ ماكبث أو غيرها. لم تعد تقرأ غير الكتب التي تثبت لك أنك علي حق وأن كل الآخرين علي خطأ. ولكن احذر يا خالد!.. احذر لأن كل الشرور التي عرفتها في الدنيا خرجت من هذا الكهف المعتم. تبدأ فكرة وتنتهي شرا: أنا علي حق ورأيي هو الأفضل. أنا الأفضل إذن فالآخرون علي ضلال. أنا الأفضل لأني شعب الله المختار والآخرون أغيار. الأفضل لأني من أبناء الرب المغفورة خطاياهم والآخرون هراطقة. الأفضل لأني شيعي والآخرون سنة أو لأني سني والآخرون شيعة. الأفضل لأني أبيض والآخرون ملونون أو لأني تقدمي والآخرون رجعيون. وهكذا إلي ما لا نهاية. انظر يا خالد إلي ما يدور في الدنيا الآن. انظر إلي تلك الحرب التي لاتريد أن تنتهي بين العراق وإيران وكل طرف فيها علي حق ومفاتيح الجنة تُوزع دون حساب والدم ينزف دون حساب. انظر إلي تلك المجزرة في لبنان وشعب الله المختار يستأصل شعبا غير مختار ويقول قائد جيشه "العربي الجيد هو العربي الميت"!.. كل ذلك القتل لأن القاتل دائما هو الأفضل، هو الأرقي، وعجلة المجازر تدور طوال الوقت لتستأصل الآخرين، الأغيار، أعداء الرب، أعداء العقيدة الصحيحة، أعداء الجنس الأبيض، أعداء التقدم.. الأعداء دائما وإلي ما لا نهاية. مع أنه لا توجد في العالم حرب شريفة غير تلك التي تدافع فيها عن بيتك أو عن أهلك أو عن أرضك وكل حرب غيرها فهي قتل جبان

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق