باب الشمس

تقوم "باب الشمس" على واحدة من حكايات المتسللين الفلسطينيين
الذين كانوا يحاولون العودة إلى فلسطين بعد ضياعها عام 1948
حيث شاعت في بداية الخمسينيات ظاهرة العائدين خفية إلى وطنهم بعد الطرد الأول
أعدادٌ كبيرة ممن سئموا أيام المنفى الأولى كانوا يتسللون عبر الحدود والأسلاك الشائكة
وخطر الموت لكي يعودوا إلى قراهم المهدّمة وبيوتهم التي سكنها آخرون ليعودوا ويُطردوا مرة أخرى
أو يُقتلوا على الحدود بين إسرائيل والدول العربية المحيطة
لكن حكاية رجل المقاومة المتسلل يونس الأسدي تتحول في الرواية إلى حكاية عشق ورمز صمود
وشكلٍ من أشكال المقاومة الديموغرافية فهو على مدار ثلاثين عاما، وأكثر
يذرع الجبال والوديان بين لبنان والجليل الفلسطيني ليلتقيَ زوجته نبيلة في مغارة سماها باب الشمس
وينجبَ منها عددا كبيرا من الأولاد والبنات مبقياً صلة الوصل بين الفلسطيني اللاجئ والباقين على أرضهم
وإذ يحوّل الياس خوري حكاية المتسلل إلى نموذج تاريخي ثمّ يقوم بتصعيد هذه الحكاية لتكون مثالا ورمزا
تحضر الحكايات الأخرى التي يرويها الراوي (د.خليل) عن جدته وأبيه وأمه وعشيقته شمس
أويرويها على لسان الآخرين ممن صادفهم أو سمع عنهم من الفلسطينيين
لتعود الحكاية الرمزية من ثمّ إلى أرضها الواقعية وزمانها الراهن




في باب الشمس يمضي إلياس خوري بسرد مسيرة المطر والموت و الوحل، تهجير ومخيمات وأناس يلحمون بالحياة... يحلمون بالوطن ولكن نهيلة تقول لن يكون هناك وطن قبل أن نموت جميعاً... والآن ماتت نهيلة ومات ذاك المريض وماتت شمس، شخصيات ثلاث تطوق بأبعادها الإنسانية الفلسفية أحداق الأحداث، تلفها بصمت بليغ، لم يترجم معانيه سوى دموع المآقي والمطر




ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق