لطالما سمعت عن أن الإسلام دين الوسطية ، ستدرك المعنى بعد قراءة هذا الكتاب ، انه رحلة فكرية ثقافية مقارنة للأديان و الايديولوجيات بمنهجية رائدة تتضح معها رؤية و فكر الرئيس البوسني الراحل على عزت بيغوفيتش من خلال كتابه الاسلام بين الشرق
انه ليس كتابًا بسيطًا يمكن للقارئ أن يتناوله مسترخيًا، أو يقتحمه في أي موضع فيقرأ صفحة هنا وصفحة هناك ثم يظن أنه قد فهم شيئًا أو أنه قادر على تقييمه أو تصنيفه بين الأنماط الفكرية المختلفة. إنما على القارئ الجاد أن يحتشد له ويتهيأ للدخول لا في عالم كتاب ثري بأفكاره متميز بمنهجه أخّاذ بأسلوبه وقوة منطقه وثقافة صاحبه العميقة الواسعة. فمؤلف الكتاب متمكن من الثقافتين الإسلامية والغربية معًا. فهو مسلم حتى النخاع وأوروبي بالمولد والنشأة والتعليم. لقد استوعب الفكر الغربي ولكنه لم يفرق فيه. ولم يجهل أو يتجاهل مواطن القوة وجوانب الضعف والتناقض والقصور. واستطاع "علي عزت بيجو فيتش" بقدرته التحليلية أن يطالع القارئ على حقائق عن الإسلام ومؤسساته وتعاليمه لم تستلفت انتباه أحد من ذي قبل. ويتسق منهجه التحليلي في تقصي الحقائق مع هدفه الذي عبر عنه بقوله: "لكي نفهم العالم فهمًا صحيحًا لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيها". وللمؤلف أفكار مفاهيم جديدة ويستخدم مصطلحات مألوفة في معان جديدة غير مألوفة
انه ليس كتابًا بسيطًا يمكن للقارئ أن يتناوله مسترخيًا، أو يقتحمه في أي موضع فيقرأ صفحة هنا وصفحة هناك ثم يظن أنه قد فهم شيئًا أو أنه قادر على تقييمه أو تصنيفه بين الأنماط الفكرية المختلفة. إنما على القارئ الجاد أن يحتشد له ويتهيأ للدخول لا في عالم كتاب ثري بأفكاره متميز بمنهجه أخّاذ بأسلوبه وقوة منطقه وثقافة صاحبه العميقة الواسعة. فمؤلف الكتاب متمكن من الثقافتين الإسلامية والغربية معًا. فهو مسلم حتى النخاع وأوروبي بالمولد والنشأة والتعليم. لقد استوعب الفكر الغربي ولكنه لم يفرق فيه. ولم يجهل أو يتجاهل مواطن القوة وجوانب الضعف والتناقض والقصور. واستطاع "علي عزت بيجو فيتش" بقدرته التحليلية أن يطالع القارئ على حقائق عن الإسلام ومؤسساته وتعاليمه لم تستلفت انتباه أحد من ذي قبل. ويتسق منهجه التحليلي في تقصي الحقائق مع هدفه الذي عبر عنه بقوله: "لكي نفهم العالم فهمًا صحيحًا لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيها". وللمؤلف أفكار مفاهيم جديدة ويستخدم مصطلحات مألوفة في معان جديدة غير مألوفة
كتاب الإسلام بين الشرق والغرب يكشف عن سمات شخصية مؤلفه ويبرز ملامحها وتبدو فيه تجربته الخاصة في الحياة. فإذا صح منهج عباس محمود العقاد في دراسته للعبقريات من أن لكل شخصية عبقرية مفتاح ندخل به إليها، فإنني أقترح بالنسبة لعلي عزت عشقه للحرية وتقديسه للمسؤولية في آن واحد. وسنجد أنه يزاوج في كتابه بين حرية الإنسان ومسؤوليته من ناحية وبين الخلق الإلهي من ناحية أخرى. فهو يرى أن قضية الخلق في الحقيقة هي قضية الحرية الإنسانية، فإذا قبلنا فكرة أن الإنسان لا حرية له وأن أفعاله محددة سابقًا كما يزعمالماديون، ففي هذه الحالة لا تكون الألوهية ضرورية لتفسير الكون وفهمه، ولكن إذا سلمنا بحرية الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله، فإننا بذلك نعترف صراحة أو ضمنًا بوجود الله. فالله وحده هو القادر على أن يخلق مخلوقًا حرًا، ولا يمكن أن توجد الحرية إلا بفعل الخلق.
لم يتساهل علي عزت في أمر حريته ولم يفرط فيها لأنه يرى في الحرية جوهر الإنسان وقوامه، ويؤمن بأن الحرية منحة من عند الله وأمانة استودعها إياه لا يصح التفريط فيها.
ولأن هذا الموقف يتصادم مع النظام الدكتاتوري الحاكم في يوغوسلافيا الشيوعية، كان قدر صاحبه أن يمضي سنوات طويلة من شبابه وكهولته مغيبًا في سجون الدولة بتهم ملفقة. وسنجد أن فكرة الحرية الإنسانية محور أساسي من محاور كتابه، عالجها في مجالات متعددة. ففي علاقتها بالنظم الشمولية انتهى في تحليلاته إلى أن هذه النظم يستحيل أن تستمر في الوجود لأنها تنظر إلى الإنسان نظرة أحادية الجانب، وبذلك تصطدم بأعمق ما في طبيعته، وكأن علي عزت ـ في ذلك الوقت المبكر ـ كان يتنبأ بانهيار النظم الشيوعية قبل أن يبدأ الزلزال الذي اكتسحها بعشرين سنة على الأقل.
ويمضي علي عزت ليكشف لنا عن طبيعة العلاقة التي تربط بين السلطة المستبدة وبين نوعين مختلفين من الناس يطلق عليهم «الأتباع والهراطقة»، ويرى أن هناك علاقة توافق بين الذين يعشقون التبعية والخضوع وبين السلطة التي تحب أن يكون لها أتباع يصفقون لها ويستحسنون أعمالها سواء أصابت أم أخطأت. أما الهراطقة فهم أناس خارجون على النظام أشقياء لا يحبون السلطة ولا تحبهم.. يتحدثون كثيرًا عن الحرية وعن التغيير ولا يتحدثون عن الخبز، ولا يقبلون فكرة أن الملك هو الذي يطعمهم وإنما يعتقدون أنهم هم الذين يطعمون الملك. ثم يقول:
«في الأديان يوقر الإمعات الأشخاص والسلطات والأوثان، أما عشاق الحرية فإنهم لا يمجدون إلا الله»
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق